السبت، 10 مارس 2012

درس عظيم Part 2

Part.2







أخذتنا سريعاً إلى 50
عاماً مضى , قائلة :

" في الرابعة عشرة من عمري كنت ضمن جماعة الأخصائية النفسية في مدرستي انذاك نستغل أوقات فراغنا بجوارها لتبادل الفائدة , وفي يوم من الأيام ..
لاحظت الأخصائية علامات الحزن بادية على ملامح إحدى الزميلات وما إن استفسرت عن سبب حزنها حتى خرت باكية , تشكي للأخصائية يأسها وألمها وعدم مقدرتها على أن تظفر بمبتغاها , في حين طلبت الأخصائية منا الخروج من الغرفة...



و بعد دقائق طلبت الأخصائية منا الدخول لتسرد لنا قصة نجاحها , في بداية حديثها أَجْزَمَت ان الانسان حينما يطمح لشيء ما , فانه ولابد من الوصول إليه حينما تشتعل العزيمة بداخله, حينئذن سيجد أن كل العوائق عبارة عن حجرة حقيرة و ستزاح لا محالة ..
هذ القوة هي التي تجعل منّا شيئاً آخر.. "





في بادئ الأمر .. لم تعرها الطالبات أية اهتمام , وبعد اسهابها في الحديث أخذ الاهتمام يعتريهن والفضول يتسلل إلى أعماقهن ..

تذكر الأخصائية ضمن قصتها مدى عشقها للقراءة وانها تتغذى على قراءة الكتب بشتى أنواعها وما كان ينقصها ويعكّر صفوها هو قلة الكتب والمادة التي تجلب لهم هذه الكتب في حياة الفقر القاسي , مما كان يشعرها وأسرتها بالحزن والضجر الشديدين ..







تقول الأخصائية : "" قبيل ما يقارب أربعون عاماً وفي صلب الفقر الذي كنّا نعانيه _في إحدى الدول العربية الفقيرة _ ..

كنّا حينما ننطلق للمدرسة يدُسُّ والدي خجِلاً في جيبي وأخواتي مبلغاً زهيداً , خوفاً من أن يداهمنا الجوع في يومنا الدراسي الطويل , وكما هو حال أي أب يجد أنه يعجز عن توفير الحياة المناسبة لأبناءه , كنت أرى في عينيه كل صباح بريق حزن حين تلمحنا ثم يعاد مشهد دَسّ النقود في جيوبنا .. وكأنه يَدُسُّ مستقبل جميل , لم يكن يعلم مدى قيمة هذا المبلغ اليومي البسيط ..


و في يوم ما .. وسط أُناس تعجُّ بالعجز وبث سموم اليأس دون ثمة أمل يعيد للحياة الحياة !
أطلقوا كلمات السخرية من أفواههم التي لم تكف عن مداهمتي وأسرتي ,
حينها فقط قررت أن أتخلى عن كل ما يدعوني لليأس وتثبيط روح الأمل في نفسي ..وكلّفت نفسي بمهمة إعادة الحياة المادية لاسرتي وحددت طموح مكتبة ضخمة أتكفل باعدادها ..!! ""




تُرى كيف ؟





**

يتبع Part.3 والأخير .. : )

ليست هناك تعليقات: