الاثنين، 19 ديسمبر 2011

بدون .. وطن !

بينما كانت عيناها ترمقني بأسى ..
سألتها ..
بالله ما بكِ زينب أخبريني ؟
شُلّ لسآنها ولم تقوى أن تنطق سوى تلك الدموع الحارة التي بدأت تنهمر على وجنتيها بحزن بالغ ..
اشتدت ضربات قلبي ورجفت قدماي لما أرى .. حاولت أن أظهر بأقوى صورة كي لا تؤذيها السرادق المظلمة ..!
- زينب .. الصبر مستودعه أربعة حروفٍ من أسمكِ فلِمَ الأسى ؟
- اقتبست الصبر من اسمي .. ولكن ابنتي ممَّ تقتبس الصبر ؟
- تقتبسه منكِ فبحروفكِ صبرٌ ليس ينضب .. أخبريني الآن مالذي يبكيكِ ؟!

,
رنّت كلماتهآ في أذني حينما نطقت .. وضجّ الكون في رأسي لوهلة .......

فقالت ..

((

بدونْ ..

هذا هو المسمى الذي أُطلق علينا ..
هذا هو النكران والتبري .. بأبشع أنواعه ..
ليتهم يعلمون بأننا وطن للوطن ..
لا أريد أن يختلج إحساس الحرمان ذاته في ابنتي ..
هو ذات الشعور حينما تحنين للوطن بعد سفر طويل ..
لكننا نحن له كل يوم وكل ثانية ...
ولكن فوق تربته التي.. يقولون أننا إليها لا ننتمي !
ليست تعنينا ورقة كُتب عليها " كويتي الجنسية " ,
فقد مزق فحواها من لا يستحقها , من كان يمسكها بكلتا اليدين ..


نحن بحاجة " لتربة وطن " ..
نشُدُّ بها العزائم كلما جار عليها الزمان وعلينا ..
لن أرضى لابنتي أن تعيش في غياهب الانتظار بين أملٍ يتلوه ألم ..))

**

انتهت كلماتها ..
ولكن صدى الصرخات والدموع لن ينقطع ولن يقف عند حدود المحدود ..
أبداً إلى أن تُقرَّ أعينهم ..
عايشتهم .. وأحسست بتلك الحرقة التي تقبع في جوفهم ..
فقدت احدى صديقاتي جراء حادثٍ رفضوا لها العناية فقط لأنها " بدون "
ليسوا جرحى لوحدهم .. فالقلب يقطر دماً لجراحهم ..

الفاتحة على روح المظلومة ( حوراء )

!


Lotus