الجمعة، 5 نوفمبر 2010

ღ~ يوم مع الجدة فاطمة ~ღ


من مذكرآتي ,,




السبت 14- 8 - 2010












هي احدى قريبآت والدي ..
التقيت بهآ بالأمس بعد أن طلبت من والدي أن يحضرني لهآ ..
لا أعلم سر حبهآ لي ..
فكلمآ رأتني ارتسمت على محياها ابتسامة جميلة جدآ ..
رغم التجاعيد التي تملأ وجههآ ورغم آثار الهموم .. إلا ان عيناهآ تلألأت بسعادة .. واحتضنتني ..

**
جلست بقربهآ في غرفة المعيشة ..
لاحظت صورة معلقة لطفلة في الخامسة من العمر ..
فسألتهآ .. من هذه الطفلة ؟
أجابتني بابتسامة .. ابنتي .. مريم !
بانت علامات االتعجب والاستغراب على وجهي..
فانا بعمري لم أرَ تلك الصغيرة !
غير أن الجدة في العقد السادس ..!

××

فَضَحِكَت بهدوء وقالت : .. ابنة زوجي ..

××

لم أكن اعلم بأنه قد تزوج بأخرى ولم يخطر ببالي في يوم من الأيام أن أسألهآ ..

ثم شَرعَت قائلة ..

زوجي قد تزوج من ثلاثة نساء من دول عدة .. وطلقهن ببضع سنوآت ..
وكلمآ ضاق من وآحدة رأى منزلي هو ملاذه الوحيد .. وملجأه .. ولم يفكر في يوم من الأيآم أن يطلقني .. انمآ لم أطلب منه ذلك !

تزوجني في عمر الثالثة عشر ..
كآنت أمه عميآء وأخته عميآء ووالده عليل ..

أصبحوآ أمراء في منزلي ومنزل زوجي .. وكنت أقوم بمآ يلزمني تجاههم جميعآ حبا بزوجي ..
أنجبت منه تسع أبناء .. ولم أرفض أي طلب منه ولو كآن على حسآب صحتي ..
خدمت أمه وأبيه عشر سنوآت حتى وافتهمآ المنية .. وخدمت أخته العميآء حتى بعد زواجهآ وبعد طلاقهآ ..

لم أكن أتذمر وأشكو انمآ كنت استمتع بخدمتهم جميعآ ..
وكآن زوجي قد هآم عشقآ بي بسبب تعآملي مع أهله الذين حسبتهم أهلي منذ عقد قراننا ..

جزيت بعد إحساني .. بزواجه من ثلاثة نسوة .. ولم أكن انطق بكلمة .. أكتم دموعي ..
وابتسم له ..

و في كل ليلة زفاف له كنت أجهز غرفة النوم استعدادا لزوجته الجديده وأعطرهآ بالبخور
وأنام في غرفة المعيشة !! ..
ليالي مليئة بالدموع والآهات والقهر .. ولكني كنت أبتسم في وجهه كي لا أعكر صفو سعادته ..

وبعدهآ أحس بي .. بعد أن تهالكت وضعفت قوتي .. بسبب حزني وفاقتي ..
أخذ زوجاته في بيت وجعلني مكرمة في بيت مستقل لي ولعيالي وحدنا دونهن ..

أنجبت له كل واحدة منهن أربعة أطفال ..
وبعد أن طلقهن ..
تركن الكويت وراحت كلآ منهن إلى موطنهآ تاركة أبناءهآ هنآ في الكويت !!

أصبحت أنا الحضن الذي رباهم وأنا الحضن الذي كآن لهم أماً ..
وهذه مريم ابنتي آخر طفلة له .. من زوجته اللبنآنية !

*****

تذارفت دموعي مع حديثهآ وتألمت كثيرآ
أيعقل أن تكون في زماننا مثل تلك الإنسآنه ذات القلب الطآهر ؟!
ضحت بكل شيء بسبب حبهآ لزوجهآ ..
أصبحت الآن أنكر كل أنواع الحب .. إلا حب هذه الإنسآنه التي أعطت حبيبهآ بلا حدود ..
لا يهمهآ ما جنته منه .. لأنه مكتوب بصحيفتهآ عند الله ..

هذه المرأه التي وسع حضنهآ لإحدى وعشرون ابنا ..
أغلبهم ليسوا ابناءهآ بل أبناء زوجهآ ..
أحبتهم وربتهم أحسن تربية ..
حتى أنهآ احبتني كابنتهآ .. ولازالت نهر متدفق من الحنان والحب والأمومة




تلك المرأه التي صنعت رجآلا ..
تستحق أن نتأمل بحيآتهآ ..
ولست انسى كلمتهآ التي قالتهآ في النهاية :


" لست أعتبر ما فعله ظلمآ .. لأني لا أستاء من حبيبي ..
ولكن حزني بثثته إلى الله لعلي أحضى برضى ربي ..
وأكتب مع اللاتي خدمن أزواجهن وقال لهم رسول الله (ص) : بخ بخ "




اللوتس

ليست هناك تعليقات: